(جانب من حياة سيدنا بلال)
تزوج "بلال بن رباح الحبشي" من "هالة بنت عوف" شقيقة الصحابي القرشي "عبد الرحمن بن عوف".
أمه كانت امَة مملوكة عند بني جمح وإسمها "حمامة".
مات "بلال" بحلب عن بضع وستين سنة ، وكان آدم شديد الأدمة ، نحيفاً طوالا ، أجنى خفيف العارضين.
كان له أخ اسمه "خالد" ، وأخت اسمها "غفيرة" ، وهي مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدث ، ولم يعقب بلال ذرية.
كان زواج "بلال" و "هالة" زواجا ناجحاً لا تعيقه الفوارق الطبقية مثل الحسب والنسب والقبيلة والعائلة ولا الاصل الغير معروف ولا لون الجلد والعيون ولا لون ووصف الشعر والجسد والملابس وما الى ذلك.
كان التكافؤ في الايمان هو العنصر الأساس لهذه الزيجة ، وكانت الزيجة مبنية على ان "بلال بن رباح" الساخر من الاهوال هو من اول سبعة شهدوا بالوحدانية والنبوة المحمدية ، وكان "بلال" من السبعة الاوائل في الاسلام الذين أخذوا بالعزيمة ورفضوا الاخذ بالرخصة.
هو اول بطل في الاسلام أخرجه "ابو بكر الصديق" من تحت حجارة التعذيب في الصحراء الحارقة حتى اصعده الله فوق سطح الكعبة المشرفة ليكون لبلال شرف ان يرفع اول اذان في الإسلام ، وهو الذي سمع النبي ﷺ صوت خفه وهو يمشي في الجنة.
بلال المجاهد الذي لم يترك النبي ﷺ في كل غزواته.
بلال الذي تحمل من العذاب الشديد الكثير والكثير من اجل ان نكون انا وانت من الموحدين اليوم.
هناك مئات الملايين من البشر عبر القرون والأجيال عرفوا بلالاً ، وحفظوا اسمه ، وعرفوا دوره ، تماما كما عرفوا أعظم خليفتين في الاسلام (أبي بكر وعمر) ..
وانك لتسأل الطفل الذي لا يزال يحبو في سنوات دراسته الأولى في مصر ، باكستان ، الصين ، الهند ، العراق ، وسوريا ، وتونس والمغرب والجزائر ... في أعماق أفريقيا ، وفوق هضاب آسيا ، و في كل بقعة من الأرض يقطنها مسلمين .. تستطيع أن تسأل أي طفل مسلم : من بلال يا غلام؟!
فيجيبك :
(انه مؤذن الرسول .. وانه العبد الذي كان سيّده يعذبه بالحجارة المستعرّة ليرده عن دينه ، فيقول : "أحد .. أحد".)
رضي الله عن سيدنا "بلال" الساخر من الأهوال ورضي الله عن الصحابة الكرام .. وصل الله وسلم وبارك على سيدنا محمد معلم الدنيا شفيع الأمة وعلى آله وصحبه أجمعين.