دخل سُفيان الثوري على الخليفة العباسي المهدي وهو بمُنى، فسأله الخليفة أن يَرفع إليه حاجته، فأجابه سُفيان: اتق الله يا أبا عبدالله فقد ملأت الأرض ظلماً وجوراً، فطأطأ المهدي رأسه ثم أعاد السؤال عليه، ماهي حاجتك؟ فأجابه سفيان: إنما أُنزلت في هذه المنزلة بسيوف المهاجرين والأنصار، وأبناؤهم يموتون جوع!
فأتق الله وأوصل إليهم حقوقهم، فقد حج عُمر بن الخطاب فما أنفق إِلا خمسة عشر دينارا، وكان ينزل تحت الشجر، وها أنت تُنفق من بيت مال المسلمين مايزيد عن حاجتك بأضعاف!
فقال المهدي:
فإِنمَا تريد أَن أكون مثلك؟ قال سفيان: لا تكن مثلي، ولكن (كُن دون ما أَنت فيه وفوق ما أَنَا فيه) !
فطأطأ المهدي شاكرًا ثم كرَّر السؤال قُل حاجتك يا سفيان، ولكن سفيان تركه وانصرف!.
من أين لنا بمثل سفيان الثوري اليوم ؟!!
المصدر: قصة الإسلام، د راغب السرجاني.