"لست أنسى ما كانت تقوله لى أمى عندما أصبحت صبيا أستطيع الذهاب إلى مدرستى بمفردي.. فقد كان البيت بعيدا بعض الشئ عن المدرسة ولم يكن فى مصر أمن فى هذه الأيام.. وكان للأثرياء خدم يذهبون بالصبية ويجيئون.. أما أنا فمن أين لنا؟
وأثارت هذه المسألة جدلا غير قصير.. كان أبي يخاف علي أما أمي فقد بدت مطمئنة واثقة وكان غريبا أن يحدث هذا ..أن يكون أبى هو الخائف وأمى هي المطمئنة.. وسمعت أمى تشرح سر مشاعرها لأبي فتقول "ان فريد شيطان.. يستطيع أن يفلت من عصابة كاملة"..
واطمأن أبى إلى شيطتنتي فتركنى أذهب إلى المدرسة وحيدا.. وروت لى أمى أن الشيطنة لها تاريخ فى حياتي يمتد إلى أيام أن كنت طفلا صغيرا ..
كنت إذا طلبت شيئا ولم يجب انخرطت فى البكاء ولا أكف عنه الا بعد أن تتحقق كل المطالب.. كنت ممثلا من يومي..
وعندما انتقلت إلى المدرسة كنت هكذا أيضا.. كان المدرس الذى يضربني عصا واحدة يعلم أننى سأبكي طيلة الحصة.. وأضعيها عليه.. وكنت أثير الضحكات دائما بتقليدي لكل من يطلب إلي المدرسين تقليده.. وذاع صيتى على انى ممثل بارع.
ولم يكن فى مدرستنا نشاط تمثيلي .. ولكنى لم أقف مكتوف الأيدي فقد كونت فرقة تمثيل من أولاد الحتة وأخذت عدة مشاهد من بعض مسرحيات يوسف وهبي وهات يا تمثيل"..
فريد شوقي
#الحكواتي_الهامي_سمير
#الهامي_سمير